بسبب التزايد الكبير في معطيات الاقتصاد العالمي، أصبح من الضروري إعادة هيكلة تنظيم المؤسسة والعمل بطريقة ابتكارية غير تقليدية تتناسب مع هذه التطورات، وقد أبح مفهوم التحويل المؤسسي من أكثر المفاهيم شيوعاً في عصرنا الحالي، وهذا بسبب مزايا هذا التحويل في إعادة بناء كيان المؤسسة، وجعل هيكلها القانوني والإداري هيكل مرن يعمل في آنٍ واحد.
وسنتكلم في هذا المقال عن مفهوم تحويل المؤسسات، وما هي المزايا التي يقدمها، وماهي الخطوات الأساسية لضمان نجاح عملية التحويل المؤسسي، وسنقدم شرح مفصل عن أهم الدورات التدريبية في مجال إدارة الشركات، والتي يقدمها مركز الأداء المتوازن للتدريب.
مفهوم تحويل المؤسسات
هو الانتقال من نموذج العمل التقليدي أو الحكومي إلى نموذج عمل ابتكاري معتمد في أنظمة الشركات العالمية الحديثة، وهي ليست عملية تغير شكلية أو قانونية، بل هي عملية تغير في ثقافة المؤسسة وتعدلي عميق في الهيكل التنظيمي الخاص بالمؤسسة.
وتبدأ هذه العملية من تحليل الوضع الحالي للمؤسسة، وتحديد نقاط القوة والضعف لديها، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تعديل، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تغيير شامل لطريقة العمل، ومن ثم يتم تحديد رؤية استراتيجية تضمن تحقيق أهداف عملية التحويل، ومن ثم يتم وضع خطة عمل جديدة لضمان عمل كافة الأقسام بكفاءة عالية.
المزايا التي تقدمها عملية التحويل
تتميز هذه العملية بكم الإضافات والمزايا التي تقدمها، فهي تجعل من المؤسسة ذات الطابع الحكومي التقليدي شركة ذات معايير عالمية تتماشى مع المتطلبات الجديدة للأسواق العالمية، وفي ما يلي سنقدم شرح مفصل عن هذه المزايا.
تعزيز الكفاءة والاحترافية
إن الهدف من عملية التحويل هو التعديل الشامل على طريقة العمل واعتماد نظام إداري حديث، وذلك من خلال توزيع المسؤوليات على كافة الموظفين وتبني فكرة التمكين الوظيفي، وتحسين عمليات اتخاذ القرارات وذلك من خلال تدريب الموظفين بطريقة احترافية تعزز من رفع جودة العمل، وهذا ما يساعد في تعزيز ثقة المستثمرين بالإدارة الجديدة وترفع من مستوى رضا العملاء.
تقليل المسؤولية القانونية
فهي تقلل من مستوى المسؤولية وتجعلها محدودة، وبهذه الطريقة يتم حماية المستثمرين والشركاء والملاك، وذلك من خلال جعلهم غير مسؤولين عن الأخطاء المالية، وبهذه الطريقة يتم حماية رؤوس الأموال، ويشجعهم للقيام بمبادرات جديدة في الأسواق.
تعزيز القدرة التنافسية
فإن عملية تحويل المؤسسة إلى شركة تمنحها مرونة وقدرة عالية على التعديل في الاستراتيجيات المتبعة، وتسويق منتجاتها على نطاق أوسع وبطريقة تتماشى مع التطور الكبير في علم التسويق، فمن خلال تطوير نظام التشغيل وتحسين بيئة العمل يمكن للشركة الدخول في السوق التنافسية بكفاءة عالية.
جذب استثمارات الجديدة
يتمتع نظام الشركات بمصداقية عالية، وهذا ما يشجع المستثمرين على الاستثمار فيها، ومن خلالها يمكن جذب مستثمرين محليين ودوليين، ومن خلال إتباع نظام البورصة العالمي وإصدار الأسهم والمستندات يمكن جمع التمويل اللازم للبدء بعملية التوسع وتنفيذ المشاريع الكبيرة.
تعزيز الكفاءة المالية والإدارية
من خلال تبني فكرة الأنظمة الإدارية والتقنية الحديثة، يمكن تحقيق شفافية عالية في المعاملات الإدارية والمالية، وذلك من خلال تطوير أنظمة الرقابة الداخلية، وجعل العمليات تسير بصورة منضبطة وبكفاءة عالية.
خطوات تحويل المؤسسة إلى شركة
فإن تحقيق النجاح في عملية التحويل المؤسسي يتطلب إتباع خطوات مدروسة بعناية، فإن الإعداد السليم والتخطيط الدقيق أساس لنجاح أي عملية تغيير، وفيما يلي نستعرض هذه الخطوات.
التقييم الأولي للمؤسسة
وذلك من خلال البدء بعملية تحليل للوضع الحالي في الشركة، وتشمل عملية التحليل هذه تحليل الهيكل الإداري، وتحليل الموارد المالية للمؤسسة وكيفية توزيعها، وتحليل الممتلكات المادية والغير مادية الخاصة بالشركة، ومن ثم يتم تقييم نقاط القوة والضعف الموجودة، وتحديد الفرص والتحديات المتوقعة، والهدف من عملية التقييم هو تحديد مدى جاهزية المؤسسة للبدء بعملية التحويل.
وضع خطة استراتيجية
بعد الإنتهاء من عملية التقييم يتم وضع خطة استراتيجية شاملة للأهداف المستقبلية للشركة، وتصميم نموذج عمل جديد يتماشى مع المتطلبات الجديدة للأسواق، ويجب تدوين هذه الخطة بصورة مفصلة تشمل الأهداف قصيرة الأجل وطويل المدى.
التحليل القانوني والضريبي
يجب دراسة الجانب القانوني بشكل دقيق ومفصل، وذلك بهدف إعداد الوثائق القانونية اللازمة لعملية التحويل، ويجب مراجعة الجوانب الضريبية لضمان تحقيق الامتثال للقوانين المالية والاستفادة من الحوافز المالية إن وجدت، ويجب تحديد المسؤوليات المتعلقة بالمساهمين والشركاء.
المتابعة الدورية وتقييم الأداء
بعد الإنتهاء من عملية التحويل يجب وضع آلية للمتابعة الدورية وتقييم الأداء الحالي، وذلك لضمان أن الشركة تعمل بالكفاءة المطلوبة، ولا تقتصر عملية المراجعة على الأداء فقط، بل يجب مراجعة هيكلية الشركة ومراجعة للأهداف الاستراتيجية الموضوعة، وضمان توافق العمليات مع معايير الشفافية والحوكمة الحديثة.
تعرف على: دورات إدارة التغيير: استثمار استراتيجي لمواكبة التطورات السوقية والتكنولوجية
أهم الدورات التدريبية في مجال إدارة الشركات
تتطلب إدارة الشركة كفاءة عالية من المدراء والقادة، ويجب تطوير كفاءة الموظفين أيضاً، وفي ما يلي سنقدم شرح مفصل عن أهم هذه الدورات والتي يقدمها مركز الأداء المتوازن للتدريب.
دورة الإدارة والقيادة الاستراتيجية و التخطيط لتحقيق الأهداف البعيدة المدى
تتميز هذه الدورة بمنهجيتها الشاملة في تدريب القادة والمدراء وتعزيز للمهارات الاستراتيجية عندهم، وتدريبهم على الطريقة الصحيحة لعملية التخطيط وكيفية تحقيق الأهداف بعيدة المدى، تبدأ هذه الدورة بتقديم أساسيات الإدارة الاستراتيجية وصولاً إلى كيفية صياغة الرؤية المستقبلية للشركة.
دورة التخطيط والقيادة الفعالة لإدارة التغيير
تتميز هذه الدورة بمنهجيتها الشاملة في الدمج بين المعرفة النظرية والتطبيقات العملية، كما أنها تقوم بتدريب المشاركين على المهارات الأساسية في التخطيط و القيادة لإدارة مرحلة التغيير بنجاح، فإن طريقة عمل الشركة تختلف عن المؤسسة، فنظام الشركة يعتمد على المواكبة المستمرة للمتغيرات السوقية.
دورة التطوير الإداري الفعّال و اكتساب الاستراتيجيات لتحسين الأداء والابتكار
تهدف هذه الدورة إلى تزويد المشاركين بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة لتعزيز الأداء الإداري، وجعل بيئة العمل بيئة تشجع على الابتكار، تبدأ الدورة بتحليل الأسس النظرية لمفهوم التطوير الإداري، كما أنها تركز على تدريب المشاركين على كيفية تقييم الأداء وتحديد مجالات التحسين، تشمل الدورة جلسات تفاعلية وورش عمل تطبيقية عملية.
دورة الإدارة الحديثة في المصانع والشركات في تعزيز الكفاءة والإنتاجية
تقوم الدورة بتدريب المشاركين على كيفية تحسين خط سير العمل وتقليل الهدر وزيادة الإنتاجية، وذلك من خلال استخدام الأدوات الحديثة في التخطيط الاستراتيجي والتحليل، وتحتوي الدورة على ورش عمل جماعية ودراسة حالات من بيئات عمل صناعية وتجارية حقيقية، وهذا ما يعطي للمشاركين فرص لتطبيق ما تعلموه في ظروف مماثلة.
دورة تقنيات التفاوض لتحقيق الأهداف المشتركة والنتائج الإيجابية
تعتمد الدورة على تقديم محاضرات تفاعلية تغطي استراتيجيات التفاوض الحديثة، وتدريب المشاركين على أدوات التحليل النفسي والاجتماعي، وذلك بهدف فهم متطلبات ودوافع الطرف الآخر والتكييف معها للوصول إلى نتائج مرضية لكافة الأطراف المعنية، تعتمد الدورة على تقديم تمارين عملية تحتوي على سيناريوهات تفاوضية واقعية.
دورة المسؤولية الاجتماعية للشركات في تعزيز الالتزام المجتمعي والتنمية المستدامة
تعتمد هذه الدورة على مجموعة من المحاور العملية والنظرية والتي تهدف إلى تدريب المشاركين على مبادئ المسؤولية الاجتماعية، والهدف من هذه الدورة جعل الشركات تقدم خدمات للمجتمع والأفراد دون النظر إلى العائد المادي منها، وهذا ما يساعد في تحقيق الانتشار وتعزيز ثقة العملاء فيها، وهذا ما يعزز من مقدار الثقة بين الشركة والمستثمرين فيها.
دورة الإدارة العليا: أفضل الممارسات والتكنولوجيا المتقدمة
تركز هذه الدورة على تزويد القادة التنفيذيين بالمعرفة اللازمة، وذلك بهدف تشجيعهم على تبني ممارسات واستراتيجيات تحسن من الأداء التنظيمي للشركة، وتحتوي الدورة على ورش عمل جماعية تفاعلية، ودراسة حالات حقيقية وتدريبات عملية لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة في إدارة العمليات واتخاذ القرارات.
وفي الختام يمكننا القول بأن عملية تحويل المؤسسات باتت عملية ضرورية لضمان النجاح وتحقيق الاستدامة في النجاح، فمن خلال اتباع هذا التحويل يمكن مواكبة التطورات والتغيرات السريعة في الأسواق العالمية والمحلية، فقد أثبت عملي التحويل كفائتها في تقديم الفرص الجديدة للمؤسسات، وإن إتباع هذا التغيير هو بمثابة أولى خطوات النجاح وتحقيق التنمية.
فمع مركز الأداء المتوازن للتدريب، تحصل مؤسستك على شريك استراتيجي يمكّنك من صقل مهارات قادتك وإعادة هيكلة نظام عملك بأساليب احترافية تسهم في رفع مستوى الكفاءة والابتكار، اختر التغيير المميز وارتقِ بمستوى مؤسستك نحو مستقبل مشرق وواعد.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين المؤسسة والشركة؟
إن الشركة هي كيان تجاري قانوني بحت، والهدف منها تحقيق الربح، وتكون ملكيتها موزعة على المساهمين والمستثمرين، أما المؤسسة فهي كيان ينشأ لتحقيق أهداف اجتماعية أو تعليمية أو خدمية، ولا تعتمد المؤسسة في نظامها على تحقيق الأرباح الكبيرة.
ماهي عيوب تحويل تحويل المؤسسة إلى شركة؟
من أبرز عيوب إتباع عملية تحويل المؤسسات هي ارتفاع التكاليف القانونية، وزيادة التعقيدات الإجراءات المعاملاتية، وزيادة في الالتزامات الضريبية المستحقة، وفقدان سيطرة المدير الأساسي وذلك بسبب دخول شركاء جدد، وضرورة الإمتثال الدائم للأنظمة.
اقرأ أيضاً: من التحدي إلى النجاح: كيف تغير القيادة التحويلية مسار الأعمال