مفهوم الإدارة الرشيقة، هو من أكثر المفاهيم إنتشاراً في وقتنا الحالي، وشعبيته تزداد بشكل كبير فهناك الكثير من الشركات العالمية قد أصبحت من رواد هذه الإدارة الجديدة، وهذا بالتأكيد بسبب قيمه الأساسية وتأثيره الإيجابي على الأداء العام في الشركة، فقد أصبح هذا المصطلح بمثابة أداة إدارة عالمية، ومن الضروري تطبيق مفاهيم هذا المصطلح في كافة الأعمال الإنتاجية والتسويقية.
فهو منهج متكامل لإدارة المنظمات التي تدعم مفهوم التطوير والتحسين المستمر، و الهدف من هذه الإدارة هو إنتاج قيمة للعميل من خلال تحسين الموارد وتقديم الخدمات بأفضل الطرق الممكنة.
وسنتحدث في هذا المقال عن مفهوم الإدارة الرشيقة، وماهي المبادئ الأساسية في هذه الإدارة، وما تأثير هذه الإدارة على العميل والموظف والمنظمة، وماهي الوظائف الأساسية للإدارة.
مفهوم الإدارة الرشيقة
تعد الإدارة الرشيقة بمثابة تقنية إدارية تهدف إلى تقليل المخلفات الإنتاجية من هدر للوقت والمال والمجهود الإنتاجي، كما أنها تعمل على تعظيم قيمة المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة، فهي تركز بشكل أساسي على تسويق المنتج بطريقة إبداعية ومبتكرة، فهي تركز على التسويق لكي تجعل العميل يشعر بالتميز عند حصوله على المنتج أو الخدمة المقدمة.
وتقوم هذه الإدارة باستخدام تقنيات متميزة مثل جداول التدفق، وإدارة جودة المنتج، وإعادة تصميم وتعديل مكان العمل ليتناسب مع المتطلبات الإدارية، وتقوم بإعادة تصميم شكل المنتج وإضافة طابع خاص للمنتج، وهي تركز على ربط اسم الشركة بالمنتج لتحقيق غايتها التسويقية من الإنتشار والتوسع مع الحفاظ على قيمة منتجاتها.
تعرف على: دورات القيادة والإدارة في دبي
المبادئ الأساسية في الإدارة الرشيقة
لتحقيق النجاح من هذه الإدارة يجب التركيز على المبادئ الأساسية فيها وفهم جوهر هذه الإدارة، لا يمكن تحقيق النجاح إن غاب عنك أحد هذه المبادئ، وسنقدم في ما يلي شرح مفصل لهذه المبادئ.
تحديد القيمة
تكمن قيمة المنتج بمقدار فعالية المنتج في حل مشكلة العميل، الهدف الأساسي هو تلبية احتياجات العميل بطريقة مباشرة وسريعة وجعل المنتج عنصر أساسي عند العميل ولا يمكن الإستغناء عنه، وهذا ما يجعل العملاء يستهدفون منتجاتك دون النظر إلى قيمتها المالية.
مقدار تدفق القيمة
كل عملية في هذه الإدارة تهدف إلى جعل التدفق مستمر ودائم، ويأتي هذا التدفق من خلال دراسة خطوات العمل بشكل دقيق وإجراء التعديلات اللازمة على الخطوات و الأشخاص العاملين لجعل العمليات متتالية دون الحاجة إلى التوقف أو الإنتظار في مرحلة معينة، وهذا ما يقلل من الوقت المهدر خلال عملية الإنتاج والبيع.
إنشاء خط سير للعمل
بعد إتمام عملية التدفق الصحيحة، يجب التأكد من خط سير عمل كل فريق، ومراجعة التحركات اليومية بشكل دقيق، وهذا بهدف تقليص المجهود غير الفعال وزيادة الإنتاج إلى أقصى مرحلة ممكنة، ويمكن جعل الفرق الخاصة بالإنتاج فرق صغيرة بمهام محدودة، وهذا لسهولة تصور خط سير العمل وإزالة العوائق العملية.
إنشاء نظام سحابي للطلب
النظام السحابي يضمن سير العمل بطريقة فعالة ومستقرة، فمن خلاله يمكنك تسليم المهام إلى الفريق المتخصص، كما أن الفرق تقوم بتسليم مهامها بشكل أسرع وبمجهود أقل، يعتمد النظام السحابي على تسليم العمل بحسب الطلب، فهو لا يعتمد على تشغيل جميع خطوط الإنتاج في نفس الوقت بل على حسب الطلب و الحاجة.
التحسين المستمر وتقبل الفشل
من الضروري الالتزام بعملية التحسين والتطوير بشكل مستمر، فبعد تحديد القيمة ومقدار التدفق، وإنشاء خط سير للعمل، وإنشاء نظام سحابي، يتم فحص هذه العملية بأكثر من طريقة، وذلك بهدف التخلص من الخطوات الغير منتجة وتقليص مقدار الوقت المهدور، ويجب تقبل الفشل وكأنه جزء أساسي من عملية التعلم، ويجب أخذ التجارب السيئة كأنها محاكاة للواقع بهدف التعلم منها.
تأثير الإدارة الرشيقة على تجربة العميل والموظف والمؤسسة
تعمل الإدارة الرشيقة على بناء بيئة عمل جيدة تمتاز بتحقيق أهداف المؤسسة بأسرع وقت ممكن، كما أن هذه البيئة في العمل تجعل الموظفين يشعرون بالانتماء الحقيقي للمؤسسة، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على جودة التصنيع وطريقة التقديم الخاصة بالمنتج أو الخدمة، وسنتكلم في ما يلي عن تأثير هذه الإدارة على العميل والموظف والمنظمة بشكل مفصل.
التأثير على العميل
تركز الإدارة الرشيقة على تحسين جودة الخدمة وإضافة قيمة للمنتج وذلك من خلال إضافة طابع خاص بهذا المنتج، كما أنها تركز بشكل أساسي على سرعة الاستجابة لطلبات العميل، فإن التعامل مع احتياجات العملاء واهتماماتهم في المرتبة الأولى من أولويات العمل، وهذا ما يعزز من مقدار رضا العملاء.
التأثير على الموظف
من فوائد هذه الإدارة على الموظف أنها تدعم فكرة التمكين الوظيفي، فهي تمنح الموظف استقلالية تامة في اتخاذ القرارات مما يعزز من ثقته بنفسه، كما أن بيئة العمل في هذه الإدارة تمتاز بعدم وجود التوتر والنزاعات بين الموظفين، وذلك من خلال دعمها لفكرة العمل المشترك والتعاون بين الجميع، كما أنها تقوم بتشجيع الموظفين على التفكير الإبداعي والإبتكار.
التأثير على المؤسسة
تؤثر هذه الإدارة على المؤسسة بشكل فعال من خلال رفع جودة الأداء إلى أقصى المراحل، وتقليل الهدر وزيادة معدلات الإنتاج اليومي، كما أن هذه الإدارة تجعل المؤسسة جاهزة للدخول في السوق التنافسية و بجاهزية عالية للتكيف مع التغيرات المستمرة في الأسواق العالمية، كما أنها تعمل على تحقيق الأهداف والانتشار الواسع بأسرع وقت ممكن.
الوظائف الأساسية للإدارة
تنقسم وظائف الإدارة إلى خمس أقسام، وكل قسم مسؤول عن وظيفة و دور محدد، لكنها تعمل مع بعضها بشكل متناغم لتحقيق الأهداف المشتركة للمؤسسة، ولا يمكن للإدارة تحقيق النجاح المطلوب إن لم تعمل هذه الوظائف الخمسة مع بعضها، و سنتقدم في ما يلي شرح مفصل عن هذه الوظائف الأساسية.
التخطيط
يعتبر التخطيط حجر الأساس الخاص في الإدارة الناجحة، فمن خلاله يتم تحديد الاتجاه المستقبلي للمؤسسة، واستخدام أدوات خاصة بعملية التحليل وذلك للقيام بعملية تحليل عميقة لبيئة العمل، وذلك بهدف وضع الخطط المدروسة ورسم خطوات العمل بدقة عالية، كما أن عملية التخطيط مسؤولة عن توقع المخاطر المستقبلية المحتملة و وضع الخطط لتفادي هذه المخاطر.
التنظيم
يعد التنظيم عملية أساسية فمن خلال ترتيب الموارد والأنشطة و الأولويات بالطريقة الصحيحة يمكن تحقيق الأهداف بكفاءة عالية، ويتم هذا من خلال إنشاء هيكل تنظيمي مثالي يعتمد على تقسيم المهام لتجنب الوقوع بالأخطاء، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وتوزيع الموارد بعناية لمنع الهدر، فمن خلال اتباع هذه الخطوات في التنظيم يتم تحقيق التوازن و الكفاءة بأفضل صورة.
التوجيه
فمن خلال بناء العلاقات الجيدة مع الفرق والموظفين، واعتماد الأساليب التشاركية في العمل والنقد البناء وتقديم الملاحظات لتحسين صورة العمل، يتم تحفيز الموظفين نفسياً ليقدموا أفضل ما لديهم، ويجب متابعة الموظفين وتوجيههم بطريقة لبقة، وذلك بهدف بناء ثقة متبادلة بين الإدارة والموظف.
الرقابة
الرقابة تهدف إلى ضمان سير الأعمال كما كان مخطط لها، ومن الضروري استخدام معايير دقيقة ووضع مؤشرات لقياس نسبة النجاح، ويجب أن تكون عملية المراجعة والتقييم عملية دورية باستمرار، وذلك لتحديد النقاط الضعيفة والعمل على تحسينها.
التنسيق
من الضروري القيام بعملية التنسيق، وذلك لتحقيق الانسجام بين جميع الأنشطة والأعمال، كما أن عملية التنسيق بين الفرق لتحقيق التواصل الفعال والإيجابي أمر غاية في الأهمية، وذلك لكونه سبب رئيسي في تحقيق الأهداف المشتركة.
وفي الختام يمكن القول بأن الإدارة الرشيقة تساهم بشكل كبير في انتشار المنتج وتحقيق الأرباح للشركة من خلال تحديد قيمة للمنتج، كما أنها تساهم في تحسين بيئة العمل و انتقاله من مستوى إلى مستوى أفضل، ولها تأثير إيجابي على الموظفين بشكل مباشر من خلال إعطائهم فرص في التمكين الوظيفي.
في مركز الأداء المتوازن للتدريب، نقدم لكم حلولاً مبتكرة في الإدارة الرشيقة، لنساعدكم على تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والنجاح. انضموا إلينا اليوم، وابدأوا رحلتكم نحو التطوير المستدام والنمو الاستراتيجي.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين الإدارة والتسيير؟
الإدارة هي مجموعة من عمليات التخطيط والتنظيم والتنسيق والرقابة، بحيث تكون هذه العمليات مدروسة بشكل دقيق وبخطوات محسوبة لتحقيق الأهداف بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف، أما عملية التسيير هي عبارة عن ربط عشوائي لعمليات الإنتاج المتتالية وبتخطيط غير كافي، ونتيجة لهذه الأعمال العشوائية قد تتأخر الأهداف في التحقق، ومن الممكن أن تكون التكاليف عالية وخاسرة.
ما هو هدف المحاسبة الرشيقة؟
تهدف المحاسبة الرشيقة إلى تقليل نسبة الهدر في الموارد والوقت الخاص بالإنتاج، وتحسين التدفق المالي، من خلال تحسين سرعة وكفاءة العمليات المالية، كما أنها تدعم وتشجع الموظفين على اتخاذ القرارات بأنفسهم و باستقلالية تامة، والهدف الأساسي من هذه العملية هو توفير بيانات دقيقة وفورية للإدارة عند الطلب.
اقرأ ايضاً: من التدريب إلى القيادة: برامج تدريبية للموظفين الإداريين والحكوميين